دﺭﺍسات ﻧﻔﺴﻴﺔ وقواعد سلوكية....

 

قصة الشجرات الثلاث...

• لنأخذ العبرة منها:

يتداول الاصدقاء على صفحاتهم قصة تحمل من العبر والمعاني الكثير لمن قد رسم في مخيلته حلم أو مسار يسير عليه أو هدف يركض لأجله، وقد يتغير نحو الأكمل والاجمل أو بالضد من ذلك، فما عليك إلا الصبر والصمود ومواصلة المسير، فإن الله عزوجل يريد لك الاحسن، وان لا تتبدد احلامك عند اول صدمة أو عثرة، ويفتك بك اليأس والقنوط، فإن تغيير الحلم نحو الأحسن لك احسن وان تأخر عليك ايام وسنوات.

• الاحلام والآمال:

يحكى أنه كان هناك ثلاث شجرات فى غابة كبيرة يناقشن آمالهن وأحلامهن والى أين سيؤول مصيرهم وبيد من ينتهى حالهن.

قالت الشجرة الأولى: يوماً ما سأكون صندوق كنـز مليء بالذهب والفضة والأحجار الكريمة وسيعتني بي من اكون بيده. سأكون صندوقاً ملفتاً بجماله وتألقه وهذا ما احلم به واسعى اليه.

قالت الشجرة الثانية: يوماً ما سأكون أعظم سفينة في العالم.. سأبحر بالملوك عبر أرجاء العالم وأحمل الكنوز والجواهر.. سيشعر الجميع بالأمان بي بسبب قوتي وصلابتي وهذا ما احلم به.

قالت الشجرة الثالثة: أريد أن أبقى عالية على التلة، حتى يراني الناس وينبهروا بطولي وشموخي.. أريد أن أكون طويلة قريبة من السماء ولا احد ينافسني فيما أنا عليه.. عندها سأكون رمزاً لأطول شجرة، وموضع رمز لدى الناس وهو الحلم الذي أسعى إليه، لا اريد احد أن يقطعني ويصنع من صندوق أو سفينة، اريد ان ابقى شامخة ينبهر كل من يمر من قربي.

• مرت الايام والسنوات:

وبعد بضع سنوات من الانتظار والدعوات، لأن تتحقق أحلامهم وماكن يتطلعن له.. مر بهن مجموعة من الحطابين، وقد أخذ يطنطنوا بالحدث عنهن وما سيفعلون بهن.

حتى اقترب أحدهم من الشجرة الأولى وقال: يبدو أنها شجرة قوية تقاوم الظروف وقساوة الإنسان ومتغيرات المناخ.. سأكتسب من بيعها للنجار ثمناً كبيراً.. فبدأ بقطع الشجرة إلى أجزاء صغيرة.. بينما كانت هي سعيدة لأنها تعتقد بأن النجار سيجعل منها صندوقاً مزغرفاً للكنز الذي كانت تحلم أن تكون فيه.

قال الحطاب الآخر عن الشجرة الثانية: تبدو قوية اقوى من اختها الاولى.. سأبيعها لبنّاء السفن لصنع منها ما يحلوا له ويكمل اجزاء السفينة منها.. ففرحت الشجرة وعلمت بأنها في طريقها لأن تصبح سفينة الملوك وهو الحلم الذي كان يراودها وما تسعى اليه.

ولما اقترب الحطاب من الشجرة الثالثة: شعرت بالخوف والضياع لأنها أدركت بأن حلمها لن يتحقق طالما قطعت كما قطع اخواتها قبلها.. فبدأت بالبكاء والتمايل كأنها تريد ان تقول للحطاب لا اريد أن أقطع واقلع من مكاني اتركني وشأني. 

• بعد الإفاقة:

ومرت ايام على الحادث، أفاقت الشجرة الأولى وجدت أجزائها في مربع كما كانت تحلم.. فابتأست لأن ذلك لم يكن هو حلمها الذي طالما تمنته.

أما الشجرة الثانية جُعلت قطع صغيرة داخل قارب صيد صغير.. فحزنت على تبدد وضياع حلمها بأن تكون سفينة الملوك والعُظماء.

اما الشجرة الثالثة قُطعت الى أجزاء كبيرة.. وتركت وحيدة على مدى سنوات، حتى نسـيت الشجرات الثلاث أحلامهن السابقة، وما كنا يرغبنه له. 

 اقرأ: يسرقنا اللصوص ونشكرهم.

• تغير مسار الحلم:

وبعد أيام وايام، في يوم ما رٌزق صاحب الحضيرة مولوداً. فأخذ الصندوق وزينه ليكون سريراً لضيف مهم أقبل عليهم.. عندها شعرت الشجرة الأولى بأهميتها.. وفازت بحمل من هو أهم وأغلى من كنوز الدنيا لدى صاحبها..

وفي مكان آخر ركب الصياد كعادته في القارب المصنوع من الشجرة الثانية.. فطالت رحلة صيده حتى حلّ المساء على غير ما عهدته طوال سنوات.. فأحيا ذلك الصياد لياليه في ذكر ودعاء وصلاة بخشوع.. بلا كلل ولا ملل.. فأدركت أنها تحمل من هو أعظم من الملوك وأقواها على نفسه.

وأخيراً جاء رجل الى أجزاء الشجرة الثالثة فنصبها على تلة.. وجعل على كلٌ منها فانوساً لينير الطرقات عند المساء.. فسرها ما تقوم به وحاجة الناس إليها وعلوها وقربها من السماء.. فهذا أفضل مما كانت تتمناه.

 اقرأ: قوانين علم النفس.

• الخاتمة: 

أن الحياة قد تُبدد حلمك، وتحط من قدرك وما تسعى اليه، ولكن قد يتغير مسار خطة التي رسمتها لنفسك في بداية الانطلاق قد يكون عكس ما تريد وما تحلم به.. لكن لا تيأس ولا تفقد الصبر والعزم.. لأن الله عزوجل قد رسم لك خطة أو مسار أفضل بكثير مما تتصور وتسعى اليه.. فتوكل على الواحد الاحد وثق به وارضى بقدره وما يصيبك.. ففيه كل الخير لك.. ومن صبر ضفر.

اقرا: نصائح وتوصيات لجلب الزائرين.