سياج الدين وحارس الشريعة ومرشد الأمة.
سياج الدين:
قيل ان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو سياج الدين، وحارس الشريعة ومرشد الأمة، حيث يهدف إلى التخلية والتحلية، فالنهي عن المنكر يخلِّي الفرد والمجتمع والأمة من الانحرافات السلوكية والروحية، والأمر بالمعروف يحلِّي الفرد والمجتمع والأمة بالفضائل السلوكية والروحية، وكما قال الغزالي: هو القطب الأعظم في الدين وهو المهم الذي أبتعث الله به النبيين أجمعين.
أعظم الواجبات:
وقد ذكر العلماء في مصنفاتهم بأنه من أعظم الواجبات الدينيّة هو الأمر بالمعروف، حيث قال عزوجل في محكم كتابه: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
فليس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مظهراً من مظاهر الشتم والعداء لأي واحد من المجتمع، بل هو حب له وشفقةٌ عليه وفي مصلحته صرفاً ومحضاً، وهي اي عملية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست بالسهلة دائماً بل فيها مصاعب واحراجات قد تؤدي الى الموت.
الارشاد إلى المرشد:
قال العلامة الجرجاني في كتابه التعريفات: الأمر بالمعروف: هو الإرشاد إلى المراشد المنجية، والنهى عن المنكر: الزجر عما لا يُلائم في الشريعة. وقيل: الأمر بالمعروف الدلالة على الخير، والنهى عن المنكر : المنع عن الشر.
ولهذا قيل: ان اخص من يجب امره بالمعروف ونهيه عن المنكر وهدايته لطريق الله هو الاهل والاسرة، كالزوجة والذرية ذكوراً واناثاً، فان الاب يكون مسؤولاً عن حسن تربيتهم وتوجيههم سواءً في اصول العقائد او في الفروع، كالصلاة وغيرها.
لقمة سائغة:
فإذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البلاد الإسلامية.. ستبدأ بالانحدار من حيث الإخلاص والشعور بالمسؤولية، حيث ينتهي بها الحال أن تغزى في عقر دارها وتكون لقمة سائغة لكل طامع وغاصب.
وقال الامام علي "عليه السلام": فإنا للّه وإنا إليه راجعون، ظهر الفساد، فلا منكر مغيِّر، ولا زاجر مزدجر، أفبهذا تريدون أن تجاوروا اللّه في دار قدسه، وتكونوا أعز أوليائه عنده؟ هيهات! لا يخدع اللّه عن جنتّه.
وعنه أيضاً أنّه قال: لَا تَتْرُكُوا الأَمْرَ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ فَيُوَلَّىٰ عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُوْنَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ.
كيف نأمر وكيف ننهى؟.
وعلينا أن نعرف كيف نأمر بالمعروف وكيف ننهى عن المنكر بتفكر وتعقِّل وتخطيط وبرفق وتودد، مع اللالمام بالشروط والضوابط التي وضعت لذلك فبدونها لا يمكن لنا ان نكون من دعاة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الامر بالمعروف والبركات:
ورد عن النبيّ محمد (ص) أنّه قال: لَا تَزَالُ أُمَّتِيْ بِخَيْرٍ مَا أَمَرُوْا بِالمَعْرُوْفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَتَعَاوَنُوا عَلَىٰ البِرِّ، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوْا ذٰلِكَ نُزِعَتْ مِنْهُمُ البَرَكَاتِ وسُلِّطَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ نَاصِرٌ فِيْ الأَرْضِ وَلَا فِيْ السَّمَاءِ.
إرسال تعليق