أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال...
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الشخصية عند الأطفال وان كبر تكبر معاه بعض السلبيات التي تمر عليه وتجده شخص انطوائي انعزالي، مهزوز البنيان من الداخل، يخاف مواجهة التحديات وعدم تحمل المخاطر والصعاب، سنذكر بعضاً منها كي تعم الفائدة، وهي:
اولاً: الحماية الزائدة:
هناك الكثير من الامهات تخشى على طفلها من اي خطر يتعرض له، فتقوم بجميع اعماله بالنيابة عنه، كأن تقوم بربط حذائه وترتيب كتبه وحقيبة مدرسته وحل الواجبات المدرسية عنه وغيرها من المهمات البسيطة، حتى ان بعض الامهات تقوم بحمل الحقيبة عن الطفل وتوصيله الى المدرسة وان مثل هذه الامور تجعل الطفل إتكالي وضعيف الشخصية، فعلاً وهذا ما حدث مع إذ كان ولدي يعتمد على في الكثير من الأمور ويتكل علي في القيام بها، ولهذا أجد ضعيف الشخصية.
ثانياً: الدلال الزائد:
اعلم ان تلبية كافة رغباته ومتطلباته التي يريدها فيقوم الوالدين بتأمين وتوفير كل ما يحتاجه وكل ما يطلبه الطفل حتى وان كان مُكلِف مادياً او إن كان طلبه غير منطقي وغير مناسب لا للوقت ولا للعمر ولا للظروف، وهنا يكمن الخطأ لانه يتعود على ذلك منذ الصغر وحين يكبر يخلق لديه مشاكل نفسية، فيصعب عليه الاعتماد على نفسه لتلبية رغباته، فلا يتحمل المشاق والتعب ويرفض ذلك ويصعب عليه، كذلك ضبط نفسه وتأجيل حاجة الاشباع لديه، وتلاحظ عليه الكسل والانهزام.
ثالثاً: التقليل من أهمية الطفل:
أن يتعرض الطفل لإساءة معنوية خاصة عندما يُعبّر عن رأيه في الامور العائلية وحديث الأسرة، فيتشكل عند الطفل مفهوم ذات متدني وبعدها يعرف ان وجوده ليس له أهمية وان رأيه تافه وغير مقبول وبالتالي تصبح شخصيته ضعيفة، وعليه اعطه فرصة ليتحدث بها ويرفع ما وقع عليه.
رابعاً: البرود العاطفي:
الكثير من الاسر تعتمد على هذا الاسلوب في التنشئة معتمدين بشكل اساسي على الاهمال، كأن يقول الوالد لابنه روح اعمل كذا، ادرس لوحدك، اذهب لوحدك، وإن هذا الاسلوب عكس الحماية الزائدة يسعى من خلاله الوالدين والمربين الى التجاهل العمد والاهمال وعدم تقديم المساعدة، وذلك يخلق عند الطفل عقدة نفسية بسبب التجاهل وعدم تقديم العون والمساعدة.
خامساً: التهديد والمقارنة مع غيره:
اسلوب خاطئ وقاتل وهو تهديدك لطفلك بشكل مستمر، إذ يخلق عنده ضعف في شخصيته، كذلك اسلوب المقارنة مع غيره، هذا الاسلوب يفقده الثقة بنفسه، خاصة مع اقرانه، كأن تقول الام لطفلها تعلم من ابن الجيران كيف انه شاطر، شوف ابن خالتك كيف انه انيق ومرتب، والافضل تعليم الطفل كيف يكون نفسه ومساعدته في تطوير نفسه بشكل إيجابي ونحو الافضل فـالمقارنة اسلوب يدمر شخصية الطفل، لأن كل طفل لديه قدرات تختلف عن الآخر وتُشعره بالنقص وعدم الثقة بالنفس وتجعله يكره من يقارن به، فلا تقارن طفلك باطفال الاخرين ولا تقلل من شأنه وقدراته ففي داخلك طاقات وقدرات مخزونه ستظهرها الأيام والسنوات.
سادساً: التوبيخ والصراخ الدائم:
الكثير الكثير من الامهات تصرخ على طفلها باستمرار حتى وان قام بتصرف بسيط لا يستحق عليه ذلك، كأن يقوم الطفل بسكب الماء على الارض دون قصد مثلاً فكثرة الصراخ وتوجيه اللوم لذاته ونقده المتكرر يخلق عند الطفل ضعف في شخصيته، وهذا ما اشاهدة من قبل ام أولادي فهي توبخهم وتصرخ بهم على أبسط الأشياء، ولكنها في السنوات الأخيرة اخذت في تغيير اسلوبها قبالهم وأصبحت تراقب وتعاتب ولا توبخ، لأنها ادركت ان اسلوب التوبيخ لا يصنع شخصية قوية بل يصنع شخصية انطوائية ضعيفة.
سابعاً: العنف:
يشكل العنف أثر كبير على الطفل في ضعف شخصيته، سواء كان جسدي او نفسي، فمثلاً الاب الذي يقوم بتوجيه الاساءة الى اولاده دائماً سواء كانت اساءة لفظية او معنوية او جسدية، فذلك يترك الاثر السلبي في شخصية الطفل ويجعلها هشة ومكسورة من الداخل ومن الخارج فيقوم باستخدام اسلوب الضرب في اي سلوك يفعله الطفل كأن يقوم بضربه نتيجة حصوله على علامة منخفضة في المدرسة او ضربه نتيجة قيامه بكسر وعاء في البيت فلا يسلم منه الطفل لا في البيت ولا في المدرسة، وذلك يجعل من الطفل شخصية ضعيفة لانه تشكل لديه الخوف والقلق المستمران حتى انه قد يتشكل لديه الخوف من المجهول، فلا داعي لهذا الاسلوب القاسي الذي يجعل من الطفل عنيف ومهزوز وضعيف الشخصية.
ثامناً: الخلافات والمشاكل الزوجية:
اعتبر هذه النقطة من اهم النقاط التي وردت أعلاه في صنع الشخصية الضعيفة فلا يدرك الزوجان كم من الاثر السلبي يقع على عاتق الطفل بسبب مشاكلهم الدائمة باستمرار، فأن رؤية الطفل لوالديه على خلافات دائمة وتشاجر مستمر يخلق لدية شخصية ضعيفة ومهزوزة، تؤثر عليه في حياته، فهو يتمنى ان يدوم الحب بين والديه وليس ان تدوم الكراهية والخلافات الأسرية بينهما، فنجد الطفل يذهب الى المدرسة مهزوم الشخصية، وضعيف الحيلة، ومتشتت الانتباه، وقليل التركيز مشغول البال والفكر، فلا يشارك اقرانه باللعب وليس لديه رغبة في التعلم نتيجة انشغاله باحداث البيت وخلافات الوالدين تحديداً، وكلما استمرت الخلافات والمشاحنات بين الزوجين كلما ضعفت شخصية الطفل.
الخاتمة:
لابد من السعي في تحصيل التفاهم والانسجام والتعامل لصنع شخصية قوية لدى الأطفال وجعلهم يواجهون الحياة وهم كالبنيان المرصوص فالحماية الزائدة والدلال الزائدة والتقليل من اهميتهما وكسر خاطرهم وتعنيفهم والصراخ الدائم بوجههم يجعل من هم ضعفاء الشخصية، وان نعمل على التغلب على مثل هكذا أمور، وان نعطيه مساحة من الحرية والاستقلالية والاستماع اليه، وعدم التعرض له بالضرب والعنف والتوبيخ أمام الآخرين فمثل هكذا تصرفات هي تحطيم وتكسير لشخصيته، وان نزرع ونعزز فيه الثقة والاطمئنان لتنمو عنده الشخصية القوية.
رابط قناتنا على اليوتوب لا تنسى الاشتراك :
رابط قناتنا على اليوتوب لا تنسى الاشتراك :
إرسال تعليق