يوم التسليم وليس يوم السقوط!
اليوم الخالد:
2014/6/10 هو يوم تسليم محافظة الموصل وما تبعها من مجازر ومهالك وخراب ودمار، وعليه أخالف من يقول إن محافظة الموصل سقطت بيد الإرهاب الداعشي وإنما سُلمت للإرهاب الداعشي الإجرامي!
لان السقوط يعني هناك قتال بين طرفين ومن يغلب يستولي على الأرض! ثم لم يستشهد من صفوف القوات العسكرية والأمنية نفر واحد! .. كذلك لم يقتل من صفوف المهاجمين نفر واحد اثناء الهجوم!.
وانما سُلمت المحافظة حسب الأوامر التي أتتهم من القيادة العليا في بغداد، إي سلموا الأرض لهم وهربوا بأنفسكم وحدث الذي حدث!.
قرار الانسحاب:
اذ يقول مهدي الغراوي إن واحداً من ثلاثة أشخاص ربما يكون قد أصدر الأمر النهائي هم عبود قنبر الذي كان في ذلك الوقت نائباً لرئيس الأركان بوزارة الدفاع أو علي غيدان الذي كان قائدًا للقوات البرية أو المالكي نفسه الذي كان يوجه كبار الضباط من بغداد بنفسه.
ويضيف الغراوي إن سر من قرر الانسحاب من الموصل يكمن مع هؤلاء الثلاثة، مضيفاً أن قرار غيدان وقنبر ترك الضفة الغربية للموصل كان سبباً في هروب جماعي من الخدمة لأن الجنود افترضوا أن قادتهم هربوا.
ومن هنا كان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وكما يحلوا إن يسموه (مختار العصر) في ظنه يسلمها لهم ومن ثم يسترجعها منهم خلال 24 ساعة كما صرح، لعدة أسباب منها تخفيف الحمل عن سوريا بشار الأسد، ومنها كسب الدعاية الانتخابية ويصبح الزعيم الأوحد على غرار صولة الفرسان المزعومة، ولكن فلت لجام وتمدد داعش حتى كاد إن يصل بغداد لولا لطف الباري عزوجل ورعايته بنا.
سُلمت ام الربيعين:
وعليه سُلمت ام الربيعين للدواعش ولم تسقط على طبق من ذهب، سُلمت بما فيها ومن فيها بليلة واحدة وبدون إن تطلق رصاصة واحدة، سُلمت لخمسين نفر ومن ثم ازدادوا، مقابل 12 إلف نفر، كما هو حال مجزرة سبايكر سلموا ولم يستسلموا، وسيبقى 6/10 تاريخ محفور على جدران بيوتات أهل البلاد للدماء والشهداء التي أعطيت من اجل استرجاع الأرض التي سلمها الفاسدون للدواعش!.
صرح المالكي:
وقد صرح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بعد تسليم محافظة الموصل للدواعش.. قائلاً 24 ساعة نسترجع الأرض.. وأضاف إن 175 طالب من سبايكر أسرتهم العشائر سنحررهم، طالباً التحشيد والتأهب القصوى لما حدث… ولكن تم استرجاع الأرض بالدماء من قبل غيره، وان عدد الطلاب تبين فيما بعد أكثر من 1700طالب. وهو لا زال حر طليق محمي من الداخل والخارج، يطمح لقيادة البلادة من جديد.
تسليم الموصل كان:
إذ يقول المحللون إن تسليم الموصل كان نتيجة خطة دقيقة وضعها تنظيم داعش القتل والإرهاب مع إستراتيجية شاملة لسيطرة على جزء من العراق وسوريا وإعلان دولتهم المزعومة "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، حيث سعى قبل كل شيء، إلى الاستيلاء على منشآت إنتاج النفط لما تدر عليه من أموال والسدود ومنشآت توزيع المياه، كما استولى على السلاح والعتاد الذي ترك.
فتوى الجهاد:
بعد ثلاثة أيام من تسليم الموصل بيد الدواعش سيعلن خطيب الجمعة آنذاك الشيخ عبد المهدي الكربلائي شفهياً وليس تحريرياً فتوى الجهاد الكفائي لمن لديه القدرة على حمل السلاح والانخراط في صفوف القوات الأمنية فهب الغيارى تاركين الغالي والنفيس ليشكلوا دروعاً بشرية تحمي مدنهم من الاجتياح الداعشي.
تشكيل السرايا:
وقبلها بيومين أعلن السيد مقتدى الصدر تشكيل سرايا السلام مهامها حماية المقدسات والعتبات ودور العبادة من المساجد والكنائس حيث انطلقوا وحموا سامراء وكربلاء كما شاركوا في تحرير جرف الصخر ومدينة الصمود امرلي.
كل هذه الجهود اصطفت لتردع الاجتياح الداعشي الذي قدم من الخارج بتخطيط وتدبير إقليمي ودولي تساعده أجندات داخلية لها مأرب في تفتيت الأمة العراقية وقتل اكبر عدد من رجالهم وهذا ما نراه اليوم ظاهر للعيان فهم ينظرون إلى كم قتل من أهل العراق والى خراب البلاد!.
سيكتب التاريخ:
سيكتب التاريخ عنها إي النكسة وعن مآسيها ومن يحكم العراق فيها ومن كان يقود الجيش ومن تأمر على شعبه وعن التبعات التي تلت الحدث وعن عدد الضحايا الذين سقطوا بعد الاجتياح. وهكذا خفيت النكسة الحزيرانية التي جلبت لنا الخراب والإرهاب وداعش وخلفت لنا الآلاف من الشهداء والأيتام والأرامل.
لكثرة الشهداء فيها:
لو زرت المحافظات الجنوبية لقلت في نفسك هل داعش مجتاحتها؟ لكثرة الشهداء فيها! هل سيحاسب على هذه الجريمة شخص واحد أو اثنان أم سيطمطم وتصبح في خبر كان نحييها في كل عام وسلام؟.
الأقلام المأجورة :
ثم لم تكتب الأقلام المأجورة عن نكسة حزيران إي شيء وكأن لم تكن هناك نكسة حدثت في بلادنا، ولم تأخذ الآلاف من الأبطال الذين ذهبوا ضحية الخداع الانتخابي والصفقات الخفية والتآمرات الداخلية والخارجية والطمطمة السياسية.
اللعنة والخزي والعار لمن كان السبب، ولم يحاسب او يعاقب… والرحمة والرضوان لشهدائنا الذي تضرجوا بالدماء وهم يذبون عن الأرض والعرض، والشفاء العاجل لجرحانا.


إرسال تعليق