تعرف على "حيص بيص" ومن قائلها؟...
حيص بيص:
هناك كلمتان مشهورتان تتردد على الالسن للشاعر المشهور ابـو الفوارس سعد بن محمد بن الصيفي التميمي الملقب بـ شهاب الدين المعروف بـ "حيص بيص" وهو شاعر مشهور وكان فقيهاً شافعياً، قد عاصر المقتفي لامرالله ، وقد تكلم في مسائل الخلاف وغيرها، الا انه غلب عليه الادب ونظم الشعر وكتبها وتحدث بها، واجاد فيه مع جزالة لفظه، وله العديد من رسائل فصيحه في هذا المجال، كان من اخبر الناس بأشعار العرب واختلاف لغاتهم، وكان لا يخاطب أحد الا بالكلام العربي الفصيح وكان يلبس زي العرب ويتقلد سيفاً وعربي أصيل.
الشدة والاختلاط:
سمي بهذا اللقب اي "حيص بيص" لأنه رأى الناس يوماً في حركة مزعجة وأمر شديد وحيره لا مخرج منها، فقال "ما للناس في حيص وبيص فبقي عليه هذا اللقب" وهو اول من أطلق ذلك.
ومعنى هاتين الكلمتين هو الشدة والاختلاط، وتقول العرب "وقع الناس في حيص وبيص، أي في شدة واختلاط" وظل الناس تكررها كلما وقعوا في شدة واختلاط.
أضف إلى ذلك كلما وقَع القومُ في حَيْصَ بَيْصَ، أي: في ضِيق وشدّة في حيرة وفي اختلاط من أمرهم لا مخرج لهم منه. وحاص باص أي في أمر يعسر التخلص منه ، ويقال : حاص يحوص أيضاً وحوصاً وحياصاً.
أضف إلى ذلك كلما وقَع القومُ في حَيْصَ بَيْصَ، أي: في ضِيق وشدّة في حيرة وفي اختلاط من أمرهم لا مخرج لهم منه. وحاص باص أي في أمر يعسر التخلص منه ، ويقال : حاص يحوص أيضاً وحوصاً وحياصاً.
اذا حاص القوم:
وجاء في كتاب المخصص لابن سيده (ص384) القول التالي: ومن ذلك قولهم وقَع الناس في حَيْصَ بيْصَ وحيصِ بيصِ وحِيصَ بِيصَ وقد حكي في هذا كله التنوين مع كسرة الصاد ويجوز أن يكون حيص مُشتقّاً من قولهم حاصَ يحيصُ: إذا فرَّ، وبَيْصَ من باصَ يبوصُ: إذا فاتَ لأنه إذا وقع الاختلاط والفتنة فمن بين من يحيص عنها أو يبوصُ منها فكان ينبغي أن يقال حَيْصَ بوْصَ غير أنهم أَتبعوا الثانيَ الأوَّلَ وله نظائر وقد قدّمتها. والذي أوجبَ بناء حَيصَ بَيْصَ تقدير الواو فيها كأنك قلت في حَيْصٍ وبَيْصٍ والكسر لالتقاء الساكنين فيمن قال حَيْصِ بَيْصِ وإن شئت قلت هي صوتٌ ضُورِعَ به غاقِ.
وأيضاً يقال اذا حاص القومُ، أي: جالوا جولةً يطلبون الفرارَ والمهربَ، نكصوا على أعقابهم، وحاص عن الطَّريق، أي: عدلَ وحادَ عنه، وحَاصَ الثوبَ ونحوَه، أي: خاطه.
وكان شهاب الدين اذا سئل عن عمره يقول "أنا أعيش في الدنيا مجازفة" وعمري هذا لا عمر له.
توليد الافكار:
توليد الافكار:
حاص عن الحق:
كما جاء في كتاب المفردات: قوله حول ذلك: قال تعالى: "هل من محيص"، وقوله تعالى: ما لنا من محيص"، أصله من حيص بيص أي: شدة، وحاص عن الحق يحيص، أي: حاد عنه إلى شدة ومكروه. وأما الحوص فخياطة الجلد ومنه حصت عين الصقر (قال السرقسطي: حاص الثوب حوصاً وحياصة: خاطه. واللسان: حوص).
يا طالب الرزق:
ومن اشعاره في طلب الرزق والسعي نحوه اذ يقول:
يا طالب الرزق في الآفاق مجتهدا ... أقصر عناك فان الرزق مقسوم
الرزق يسعى إلى من ليس يطلبه ... وطالب الرزق يسعى وهو محروم
وله ايضاً:
انفق ولا تخش اقلالا فقد قسمت ... على العباد من الرحمن ارزاق
لا ينفع البخل مع دنيا مولية ... ولا يضر مع الاقبال انفاق
أشهر ابياته:
ومن ابياته الشهيرة التي يلهج بها الناس في كل المحافل ويتخذونها نموذج في باب العفو والصفح والتسامح:
ملكنا فكان العفو منا سجيه ... فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الاسارى وطالما ... غدونا عن الأسرى نعف ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا ... وكل إناء بالذي فيه ينضح
ولهذه الابيات حكاية ينقلها الشيخ نصر الله بن علي، قال ابن خلكان، رأيت في المنام الامام علي بن ابي طالب عليه السلام فقلت له يا أمير المؤمنين تفتحون مكة، فتقولون من دخل دار ابي سفيان فهو آمن، ثم يتم على ولدك الحسين في يوم الطف ما تم، فقال: أما سمعت ابيات ابن الصيفي في هذا، فقلت لا.
فقال اسمعها منه ثم استيقظت، فبادرت الى دار حيص وبيص فخرج إلي فذكرت له الرؤيا، فشهق وأجهش بالبكاء وحلف بالله بأنها كانت قد خرجت من فمي وكنت قد نظمتها في ليلتي هذه.
تاريخ وفاته:
توفي شهاب الدين ابن الصيفي ليلة السادس من شهر شعبان سنة 574هجرية في محافظة بغداد ودفن بالجانب الغربي في مقابر قريش.
اقرأ: تعلم فن المجاملة:
اقرأ: تعلم فن المجاملة:


إرسال تعليق