السماء والضمير يثيرا اعجاب الانسان…
السماء والضمير:
دائماً ينقل الأصدقاء على صفحاتهم حكم وأقوال مهمة وخالدة، ولها تأثير على النفس والعقل، ومنها قول الفيلسوف الالماني (كنت) وهو: شيئان يثيرا اعجاب الانسان بشدة:
احدهما: السماء المليئة بالنجوم فوق رؤوسنا حيث اننا كلما تأملناها أكثر كلما ازدادت عظمة.
وثانيهما: الضمير والوجدان المستقر في باطننا.
حيث كتبت هذه الجملة على صخرة ووضعت على قبره كأعظم رسالة خالدة.
قف وتأمل:
فعلاً هذان الامران يحتاجان منا ان نقف عليهما على طول ونتاملهما لما لهما من أهمية، فالسماء هي الآفاق الكونية التي تحمل صورة على قدرة صانع كبير وعظيم يقف خلفهما... والضمير هو الآفاق الانفسية التي لها من الأهمية الشي الكبير لما يكون في دواخل الإنسان من صنائع عجيبة وغريبة وكيف لهذا الوجدان والضمير ان يتحكم في سير الإنسان وسلوكة.
الوجدان عبارة عن احساس:
وقد قيل ان الوجدان هو عبارة عن احساس موجود في كل فرد، وهذا الاحساس عبارة عن قوة كامنة في وجوده تستطيع أن تحكم على نفسه أيضا.. فيجد نفسه أحيانا خجولاً امام نفسه.. ويلوم نفسه على فعل ما.. مثل المجرم الذي يلوم نفسه بعد ارتكاب الجريمة وانتفاء الحالة التي استدعته لارتكاب هذا الفعل القبيح.
يعزز هذه العقيدة:
اذ يقول السيد محمد باقر الصدر: لم يكتف القرآن بالحث على دراسة الكون وما فيه من اسرار بل ربط ذلك بالايمان بالله، وأعلن ان العلم هو خير دليل للايمان باللّه وان الايمان يتأكد كلما اكتشف الانسان وتقدم في ميادين العلم لانه يطلع على عظيم آيات اللّه، وحكيم صنعه وتدبيره.
وبذلك أعطى القرآن مفهوم مواكبة الايمان للعلم، وان العقيدة باللّه تتمشى مع العلم على خط واحد، وان اكتشاف الاسباب والقوانين في هذا الكون يعزز هذه العقيدة بأنه يكشف عن عظيم حكمة الصانع وتدبيره.
الانسان مكتبة عظيمة:
ويقول صاحب تفسير الميزان: والانسان بنفسه مكتبة عظيمة اجتمع فيها كتب التوحيد، من اسهلها الى اصعبها، ومن اعلاها رتبة الى ادناها، يوجد فيها كتب سهلة سمحة، يقدر على مطالعتها اقل الناس فهما، وفيها من الكتب ما تفوق فهم اعظم علما البشر وارفعهم فهما.
فكل انسان على اي مرتبة من الفهم والعلم من ادناهم الى اعلاهم جعل اللّه له في نفسه مايحتاج اليه من كتاب التوحيد، من غير حاجة له الى تحصيله من الخارج عن حيز وجوده، فلا عذر له في ترك مطالعته، وسلوك طريق معرفة اللّه من سبيل معرفة نفسه.
آيات آلهية:
فإن جميع الخليقة هي آيات آلهية وعلائم وآثار من أجل كشف الحقيقة، فالقرآن يعبر عن العالم الخارجي من الإنسان بـ"لآفاق وعن عالم داخل الإنسان بـالأنفس، ويشير من هذا الطريق إلى أهمية الضمير الإنساني الخاصة، وقد ظهر من هنا اصطلاح الآفاق والأنفس.
وعليه نستشف من هذه المقطوعة ان جميع الخليقة بموجوداتها علامات ودلالات وهي ايات الالهية، وكما عبر عنها القران الكريم بالايات الافاقية والانفسية.
اقرا: فن المجاملة:
اقرا: فن المجاملة:
إرسال تعليق