U3F1ZWV6ZTQ0ODExODUyNTU2ODQ5X0ZyZWUyODI3MTE5MTUxMjM5Ng==

ترحيب

اهلاً وسهلاً بزوار مدونتنا الكراااام ... ضع بصمتك قبل ان تخرج
أحدث المواضيع

طريق الابداع في الكتابة...





طريق الابداع في الكتابة...


القلبُ يتّكلُ على الكتابة


ذكر علي الوردي في كتابه الموسوم بـ "خوارق اللاشعور" طريق الابداع او المراحل فيمن اراد الابداع في الكتابة والتي لا غنى عنها، لينطلق في هذا المجال، وهي: 

المرحلة الأولى: هي في البحث الواعي والتنقيب وجمع المعلومات وتصنيفها. إن هذه المرحلة لا تكفي وحدها للأبداع إنما هي ضرورية أحياناً. يجب أن يملأ أولاً بالمحتويات المتنوعة. فتكون هذه المحتويات بمثابة المواد الخام التي يصنع منها البضاعة النهائية.

يقول المازني: إن الكاتب كسيارة الرش، لا بد أن يقرأ لكي يكتب. وهذا قول صحيح إلى حد بعيد. ويا ويل القراء من أولئك الكتاب الذين لا يقرأون. فالكاتب الذي لا يجمع المعلومات ويخزنها في عقله الباطن يكون بمثابة القربة المنفوخة: ينتظر الضمان منها الماء فتدفع في وجهه الهواء مع الأسف.

المرحلة الثانية: هي مرحلة الانبثاق اللاشعوري. فالكاتب بعد أن يخزن المعلومات في عقله الباطن ويتركها هناك لكي تختمر وتتلاقح يجد نفسه مدفوعاً بدافع لا يدري كنهه إلى الكتابة. فهو يريد أن يكتب ولو لقي في سبيل ذلك حتفه. إنه يصبح عبداً لحوافزه اللاشعورية لا يجد مناصاً من الانصياع اليها ويكون قلمه آنذاك هو السيد المطاع فهو يجري معه أنى جرى.

المرحلة الثالثة: هي مرحلة التنسيق والتزويق والحذلقة المنطقية. إن ساعة الالهام كثيراً ما تكون مستبدة بحيث لا تدع لصاحبها مجالاً أن يفكر بما تقتضيه مألوفات الناس وما يستسيغه منطقهم ففي المرحلة النهائية يجب على الكاتب أن يراجع ما كتب في ساعة الالهام فيشطب منه قسماً ويزوّق القسم الآخر. وهو في هذه المرحلة يخرج من عالم اللاشعور إلى عالم الشعور... فيكون اجتماعياً بعدما كان عبقرياً.

فن الكتابة الحديثة:

اذ يقول الخبراء في فن الكتابة الحديثة: اكتب أول خاطر يطرأ على ذهنك، ولا تطوّل فيما تكتب، فانك ستجد بعد لحظة أن قلمك قد انساب في الموضوع انسياباً عجيباً حيث تكتب بلباقة لا عهد لك بها من قبل.
إن الاهتمام بالتصنيف المصطنع والتسلسل المنطقي وترتيب الديباجة والخاتمة يعتبر بمثابة الأحجار التي توضع في طريق التيار فتعرقل سيره. ينبغي أن ينتبه المنشيء إلى الحقيقة الكبرى في فن الكتابة: وهي أن الابداع فيها يأتي عفو الخاطر ــ أي نتيجة الانبثاق اللاشعوري. وكل شيء يعرقل عفو الخاطر يؤدي بدوره إلى قلة الابداع. 
وعليه يتحصل لمن اراد الابداع في فن الكتابة والانطلاق في هذا المجال ان يجد في البحث الواعي والتنقيب وجمع المعلومات وتصنيفها. ومن ثم العمل على تخميرها ليجد نفسه مدفوعاً بدافع لا يدري كنهه إلى الكتابة. ويقوم بتنسيقها وتزويقها لتصديها الى القارئ عبر سرد واضح وجذاب.

الكتابة صياغة الكلمة:

فالكتابة، وهي صياغة الكلمة، لا تصبح إبداعاً إلّا إذا انطبعت بروح الكاتب، فتلمس قلب القارئ وتنير عقله. وتمسي القطعة الأدبيّة هي المبدع لأنّها تعبّر عن أفكاره وهواجسه ومشاعره وأحلامه. كما تصبح هويّته الأساسيّة تعرّف عنه وتعكس صورته.
ولهذا فان الكتابة الإبداعية هي الكتابة التي تعبّر عن مشاعر وأفكار الكاتب بطريقةٍ مبتكرةٍ وفريدةٍ وشاعريّة.

قالوا عن الكتابة:

عن الإمام الحسن "عليه السلام" أنّه دعا بنيه وبني أخيه فقال: إنّكُم صغار قوم ويُوشكُ أن تكُونُوا كبار قوم آخرين فتعلّمُوا العلم فمن لم يستطع منكُم أن يحفظهُ فليكتُبهُ وليضعهُ في بيته.
هذا وللإمام عليّ بن أبي طالب "عليه السلام" تعاليم لطيفة في مجال الكتابة وتحسين الخطّ... فقد قال لكاتبه عبيد اللّه بن أبي رافع: ألق دواتك، وأطل جلفة قلمك، وفرّج بين السّطُور وقرمط بين الحُرُوف، فإنّ ذلك أجدرُ بصباحة الخطّ.
كما روي عنه "عليه السلام" قوله: الخطّ الحسن يزيد الحقّ وضوحاً. هكذا حثّ الإسلام على الكتابة حثّا بليغاً، وأكيداً، وكفى في ذلك أنّ اللّه تعالى أقسم بالقلم باعتباره وسيلة فعّالة لنقل المعرفة وتدوينها، وإبقائها.
وما حثّ على طلب العلم فحسب، بل أراد منهم اذا تعلّموه أن يعملوا به فقال عليه السّلام: تعلّموا العلم ما شئتم أن تعلموا فلن ينفعكم اللّه بالعلم حتّى تعملوا به، لأن العلماء همّهم الرعاية، والسفهاء همّهم الرواية وقال: العلم الذي لا يعمل به كالكنز الذي لا ينفق منه أتعب نفسه في جمعه ولم يصل إلى نفعه وقال: مثل الذي يعلم الخير ولا يعمل به مثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه وقال: إِن العالم اذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته عن القلوب كما يزلّ المطر عن الصفا.
قال أبو عبد الله عليه السلام للمفضل بن عمر الجعفي: اكتب وبثّ علمك في إخوانك، فإنْ متَّ فأورثْ كتبك بنيك، فإنّه يأتي على الناس زمانٌ هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم.
ان الكتابة هي شكل من أشكال الحرية الشخصية. فهي تحرّرنا من الهُوية الجماعية التي نراها في كل مكانٍ من حولنا. في النهاية، لن يكتب الكتّاب ليكونوا أبطالاً خارجين عن القانون وعن تقاليد المجتمع، بل في الأساس يكتبون لحماية أنفسهم، وليبقوا أفرادًا. الروائيّ دون ديليلو.

مجموعة من الاعتبارات الفنية:

وهناك مجموعة من الاعتبارات الفنية: التي يقصد بها القواعد الأساسية في فن الكتابة سواء أكان الإنتاج قصة أو مسرحية أو شعرا يستغل فيها وسائل كالصورة والصوت واللون والرسم لتحقيق الغاية الفنية وهي تنمية الحس الجمالي والتذوق الفني، يجب أن تتفق الاعتبارات الفنية مع مستوى القارئ الذين يكتب لهم ودرجة نموهم الأدبي، فالقارئ بحكم مستواه العمري والعقلي أكثر احتياجاً للوسائل الفنية التي تضيء له القضايا وتقرب له المفهومات وتساعده على صقل مواهبه وتنميتها وبالتالي فغاية الكتابة للأطفال ليست تربوية فحسب وإنما هي فنية فالأديب لا يكتب للقارئ ليرشده ويلقنه العلوم فقط وإنما ليضيف لهذا القارئ بعداً جمالياً يعمل على تربية الذوق فينشط الخيال ويهذبه.




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة