محراب الدم...
هذه اللحظات التي ودع فيها الامام امير المؤمنين الحياة الدنيا ليذهب الى ربه راضياً مرضيا في اعالي الجنان، بعد ان ادى تكليفه الانساني والشرعي بجميع سنوات حياته التي عاشها في هذه الدنيا.
فمنذ ولادته التي كانت في بيت الله الحرام ساجداً لله، وبعد سنوات اخذه النبي "ص" ليعيش معه، فتربى في حجره، ونهل من اخلاقه وشجاعته وصدقه، وعندما بعث النبي "ص" كان اول المبادرين للتصديق بنبوته، والمصلين خلفه وكان معه كظله.
عاش مع النبي محمد "ص" جميع الضغوطات التي قامت بها قريش على النبي والمسلمين حدث بعد آخر من تكذيب النبي الى منعه من الدخول للكعبة ونفيهم الى شعب ابي طالب الى الهجرة النبوية التي خرج بالفواطم ملتحقا بالنبي من مكة الى المدينة.
ليكون اليد الضاربة للنبي بجميع حروبه التي كان الامام علي عليه السلام هو سبب انتصارها للتنتهي بانتشار الاسلام ورجوع النبي، ومعه المسلمين الذين هاجروا ليدخلوا مكة فاتحين منتصرين ليحكم الاسلام العالم.
وبعدها قبض النبي محمد "ص" الى ربه ففاضت روحه في حجر الامام علي عليه السلام لتبدأ مرحلة جديدة من حياته الشريفة، فسلبت منه الخلافة ليتسلمها الأول، ثم جاء بعده الثاني ث،م الثالث على مدى خمسة وعشرون سنة تقريباً.
ليتسلم الخلاف على انقاذ فساد الدولة الاسلامية برمتها بسبب سياسة الذين سبقوه، فقام فيهم بالقسط والعدل، الا ان اصحاب النفوس الضعية واصحاب المصالح الدنيوية ادخلوه بثلاث حروب دموية انهكت الدولة الاسلامية.
لتقضى حياته في مسجد الله وبيت الله بضربة من الشقي ابن ملجم فلقت هامته في محراب الدم وصلت الى ام رأسه فنادى فزت ورب الكعبة ليودع الدنيا بعد يومين من الضربة ليترك بعده زفرات وآلام وحسرات في قلوب المؤمنين على مدى التاريخ.
فالسلام عليه يوم ولد في بيت الله وعاش حياته في طاعة الله واستشهد في محراب الله ويوم يبعث حيا شفيعاً قسيماً للجنة والنار.


إرسال تعليق