حدث معي في شهر رمضان…
في زمن البعث الصدامي… وبعد العودة من المدرسة، اذ كنت في الصف الخامس العلمي… اخذت البايسكل للتصيح، وكنت مستعجل لعمل ضروري لدي، وفي الطريق اوقفتني مجموعة من البعثية كانوا يتنقلون بـ سيارة(OM) وطلبوا الهوية، مددت يدي في جيب الدشداشة ولم اجدها… قلت لهم لقد نسيتها في البيت في جيب بنطلون المدرسة… قالوا اترك البايسكل هنا واركب معنا انت مُخل بالنظام!.
وبعد التواسيل بهم وطلب المسامحة والصفح وعدم تكرارها… لم تشفع لي! … بقيت معاهم اكثر من خمس ساعات في سيارة(OM) اذ امسكوا اخرين ولاسباب مختلفة، منها التدخين في شهر رمضان، وعدم حمل الهوية، وهارب من الخدمة ومطلوب وووو…
وكنا في بداية شهر رمضان الكريم… ومن ثم اخذنا الى مركز الشرطة، عند غروب الشمس… وضعونا في محجر صغير! وقالوا سنجلدكم ونعذبكم ونعدمكم كلاً حسب مخالفته.
قلت لاحدهم ارجوك هذا رقم دار بيتنا واخبر اهلي عني! قل ان الله عزوجل وضع الرحمة في قلبه واستجاب لطلبي، وقال كم تدفع من الاموال لنا، قلت ما تطلب، وبعد اكثر من ثلاث ساعات وصل الى بيتنا… واخبرهم ان ولدكم في التوقيف في مركز شرطة الوفاء.
لكونه لم يحمل الهوية ولقد امسك به وهو مخل بالنظام! جلب اخي الكبير الهوية والمستمسكات المطلوبة…. فلم تشفع، قالوا لقد احيلت القضية الى ضابط الخفر! اذهبوا الى بيته!.
ذهب اخي الى بيته ولم يجده خارج الى امراً ما. وبعد كم ساعة قدم ضابط الخفر ووقع على محضري وخرجت عند وجه الصباح من شهر رمضان المبارك… بسبب عدم حمل الهوية.
انه البعث الصدامي الاجرامي الذي فعل باهل البلاد ما فعل من مهاك ومجازر وتعذيب وتغريب وسجون ومقابر جماعية طوال تلك السنوات السود.
وكنا نأمل الخير وان تذهب هذه الايام من غير رجعة بعد ان تسنم الاسلاميون السلطة سنعيش النعيم والرفاهية والحياة الحرة الكريمة وان لا نسجن ونعذب ونشرد بسبب الهوية او غيرها.


إرسال تعليق