النسخة الأضعف للنفس البشرية...
فيروس كورونا يسمونه أيضاً كوڤيد19 - إن الاعتقاد بذهاب هذا الوحش الخفي المخيف قريباً هو محض ُهراء، لقد جاء كيفما جاء ليبقى ويحارب من اجل البقاء والفتك بالجنس البشري بلا رحمة.
جاء متسلحاً بالعيش دون مضيّف لمدة اطول وسلطة التخفي الرهيبة التي يمنحها له حامضه النووي DNA المتقلب والغير تقليدي مثل RNA والذي يصعب تعقبه واصطياده بسلاح مضاد وكذلك غشاءه السكري الذي يضلّل الجهاز المناعي ويسهل إختراق الخلية البشرية باستخدام مستقبلاتها.
نعم تماماً كدسّ السم في العسل. هذا الغشاء السكري لم يأت عبثاً بل وضع عمدا ليخفي هويته الفيروسية.
جاء متسلحاً بأسلحة تدل على إرادة العقاب عند من أرسله. تأمّل أيضا سلاح العدوى دون أعراض وحتى قبل ان يتم اكتشافه ليحقق أكبر قدر ممكن من الإصابات وانتقاء ضحاياه وفق ضوابط غريبة وغير معلومة تتغير بتغير الطقس والجغرافية والشعوب فهو بذلك يمتلك سلاح التطور أيضاً.
لقد ذهبت قدرته المميتة بعيدا وبدأ يهاجم تركيبة الدم وعضلات القلب ويتسبب بإنهاء حياة المصابين بشكل مفاجئ والعياذ بالله.
للأسف لن تتعلّم البشرية من هذا الدرس الرهيب.. فاغلبهم يتعهد بالعودة الى خططه من الدنيا الدنيّة وأطماعها ومغرياتها المتدنيّة وهناك من ينتظر العودة الى الشر حال زوال الخطر .. مازال أمام العلم والعلماء وقت طويل وعمل كثير لايجاد حل إن وضعنا في الاعتبار التجارب السابقة التي لاتساوي شيئا أمام وحشية الكورونا 19.
وعليه نحن بحاجة الى معجزة إلهية للعودة الى الحياة الطبيعية قبل كوڤيد 19، أما الكوكب فبدأ يستعيد عافيته مع اختفاء التلوث الذي سببه الانسان وصناعته وماديته المقيتة!
العالم الذي كنا نعرفه لن يعود والمواجهة مهما أجلت فهي قادمة والخطر باقٍ وقد يجرّ الجوع والعوز والازمات الإقتصادية الخانقة.
أخشى أن كوڤيد 19 باقٍ ما بقي الكره فينا، ما بقي الظلم والأنا والحسد والرغبة بزوال نعمة الآخر .
كوڤيد باق ما بقي السواد وقطع صلة الرحم والرغبة في الأذى يطلي جدران قلوب الكثيرين إلّا مارحمَ ربي.


وفقتم
ردحذف