الإبداع الكوني وحكمة التنظيم...
إنّ المُتأمّل البصير فيما خلق الله عزوجل وابدع في نظام الكون وسائر المخلوقات، والمُتفكّر في أسرارها يدرك بجلاءٍ الناظرين أنّ المولى متعالٍ عن جميع خلقه في جميع صفاتهم، ويدرك عظمة الخالق وقدرته القادرة؛ فيزداد به معرفةً وحرصاً على تحصيل رضاه، كما يصلُ الإنسان بنفسه إلى قناعةٍ كاملةٍ بقصوره وضعفه أمام قدرة الله وملكوته.
والإنسان جزءٌ من المنظومة الكونية العظيمة، وقد ظهرت آيات الإبداع في خلق الإنسان بشكلٍ جليّ، وقد دعا المولى -سبحانه- الإنسان إلى الالتفات إلى خفايا هذا الإبداع بقوله: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ).
وعليه فالابداع في التصميم والروعة في البناء والتكوين والتوحيد في العناصر البنائية والتنظيم الدقيق للخلق لا يتماشى مع العشوائية والفوضوية في التكوين ولا يأتي الابداع من الصدف التي يدعيها اصحاب التطور . لابد ان وراء الخليقة خالق مبدع يفوق الخيال والعقل في وجوده قادر حكيم جبار وكلي القدرة.
قيل: ان قليلاً من الفلسفة يقرب الانسان من الالحاد، اما التعمق في الفلسفة فيرده الى الدين.
وقيل: كلما تقدم ركب العلم وتصاءلت الخرافات القديمة ازداد تقدير الانسان لمزايا الدين والدراسات الدينية.
وقيل: ان التصميم أو النظام أو الترتيب، أو سمها ما شئت لا يمكن ان تنشا الا بطريقين: طريق المصادفة أو طريق الابداع والتصميم. وكلما كان النظام اكثر تعقيداً، بعد احتمال نشأته عن طريق المصادفة، ونحن في خضم هذا اللانهائي لا نستطع الا ان نسلم بوجود الله.
اقول: الا تكفي كل هذه الاثار التي نشاهدتها من ايات افاقية وانفسية على وجود خالق قدير قد احكم كل شيء بقدر وبنظام دقيق.
وأخير قيل: لقد خلق الله الكون وفقا لقوانين لا تعترف بالمصادفة أو العشوائية. ألبرت أينشتاين
إرسال تعليق