اين المبادئ والقيم؟...
في صديق دائماً يحدثنا عن حكايات وقصص قد مرت به وصادفها في مسير حياته ومن هذه الحكايات والقصص التي ينقلها لنا هي قصة "المبادئ والقيم في الگونية*".
***
يقول: في زمن النظام البعثي _ الصدامي زمن الحديد والنار، والجار يخاف من الجار، زمن الظلم والاضطهاد، والخوف حتى من الجدار أن ينقل الاخبار والأسرار، اذ قيل إن للحيطان اذان فلا ترفع صوتك عند الكلام الا همساً كي لا يسمع وينقل.
***
كان أكو شاب انيق في الزمن الحرية والديمقراطية أو بالعكس في زمن الظلم والتكميم، أمسك به مجموعة من الرفاق الذين يتواجدون في كل مكان، وقد اعطوه "بسطال وبيرية وبدلة ونطاق" واهل العراق يعرفوا هذا التسميات وبالخصوص الجيل السابق عن هذا الجيل الذي عاش في تلك الفترة.
***
وقالوا له اليوم مساءاً سوف تلتحق بالمعسكر لغرض التدريب والاندماج في صفوف الجيش الشعبي اي الجيش الرديف عن الجيش النظامي، الذي كان يستعين به النظام السابق من أجل الدفاع عن البلاد والتباهي أمام العالم أن في العراق أكثر من كذا مقاتل جاهز لخوض الحروب، هو اي الشاب لم يتفاعل مع الموضوع بجد ذهب إلى البيت وجمع هذه الأغراض ووضعها في الگونية وقال لامة... اذا جاء الرفاق اعطيهم الگونية، وذهب إلى غير مكان.
***
وفي اليوم الثاني جاء الرفاق بكامل زيهم وعدتهم، ليستفسروا هل الشاب جاهز كي يذهب معهم ولماذا تأخر عليهم؟، أطرقوا الباب بكل قوى ورعب وقد هرع من كان في الداخل، خرجت لهم أم الشاب، فقالوا لها اين هو؟ فقالت لهم لقد خرج من البيت ولا اعلم إلى اين ذهب؟.
***
قالوا لها لعد اين هي "المبادئ والقيم التي يحملها عن الحزب والنضال"... قالت لهم كلها موجودة في الگونية. تركها عندي وهرب، نعم في بعض الأحيان يجب علينا أن نضع المبادئ والقيم المنافية لنا في مثل هذه الگونية ولا نعير لها أي أهمية.
...
* الگونية: باللهجة العراقية، وتعني الكيس الكبير الذي يصنع من خيوط النايلون أو السوتلي، يضعون فيه بعض الأغراض والحاجيات وترصف في مكان امن.
إرسال تعليق