U3F1ZWV6ZTQ0ODExODUyNTU2ODQ5X0ZyZWUyODI3MTE5MTUxMjM5Ng==

ترحيب

اهلاً وسهلاً بزوار مدونتنا الكراااام ... ضع بصمتك قبل ان تخرج
أحدث المواضيع

عمل بلا نية... جسد بلا روح!...

عمل بلا نية... جسد بلا روح!...


لماذا اقترنت النية بالعمل؟

سألني احد الاصدقاء لماذا اقترنت النية بالعمل ولا يمكن للعبد ان يقوم باي عمل مالم يسبقه بالنية وان كانت النية الاخطارية او الارتكازية كما عبر عنها العلماء؟. اذ قلت له النية هي الركيزة الاساسية في الشروع باي عمل، وهي كالأساس في البناء، فلا بناء بدون اساس ولا عمل بدون نية، وهي روح العمل، الا تسمع بقول الرسول الاعظم لاحد الاصحاب اجعل كل عملك بنية... وقد ذكر العلماء كلاماً مفصلاً حول النية وماذا يعني انما الاعمال بالنيات؟ ونحن بدورنا سجلنا لكم بعضاً مما ذكروه في مؤلفاتهم كي تعم الفائدة بين الجميع:
اذ يقول السيد محمد الصدر: والنية هي روح العبادات لاحتوائها على قصد التقرب بالعبادة إلى الله تعالى، وهي بدونها جسدٌ بلا روح. فإن المقصود الأساسي من العبادات هو اكتساب رضاء الله تعالى ونيل القرب المعنوي منه وإبداء غاية الإخلاص له والتزلف إليه. المصدر: فلسفة الحج ومصالحه، ص34.


النية أساس العمل:

فان النية أساس العمل وقاعدته، ورأس الأمر وعموده، وأصله الذي عليه بُنِيَ؛ لأنها روح العمل، وقائده، وسائقه، والعمل تابع لها يصح بصحتها ويفسد بفسادها، وبها يحصل التوفيق، وبعدمها يحصل الخذلان، وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة.
ورد في الكافي: عن الامام عليّ بن الحسين(عليه السلام) قال: لا عمل إلاّ بنيّة. وفيه قال رسول الله(ص): إنّما الأعمال بالنيّات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى.
بيان: أي لا عمل صحيح كما فهمه الأكثر إلاّ بنيّة وخصّ بالعبادات. قال المحقّق الطوسي في بعض رسائله: النيّة هي القصد إلى الفعل، وهي واسطة بين العلم والعمل، إذ مالم يعلم الشيء لم يمكن قصده، ومالم يقصده لم يصدر عنه، مّثلمّا كان غرض السالك العامل الوصول إلى مقصد معيّن كامل على الإطلاق وهو الله تعالى لابدّ من اشتماله على قصد التقرّب به.


أكثركم عملاً ولكن أصوبكم عملاً:

وعن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله (عليه السلام): في قول الله عزوجل: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا، قال: ليس يعني أكثركم عملاً ولكن أصوبكم عملاً، وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة. ثم قال: الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عزوجل، والنية أفضل من العمل ألا إن النية هي العمل ثم تلا قوله عزوجل: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ، يعني على نيته.


عمل الإنسان على شاكلته:

والمشاكلة من الشكل وهو تقييد الدابة، ويسمى ما يقيد به شكالاً بكسر الشين، والشاكلة هي السجية سمي بها لتقييدها الإنسان أن يجري على ما يناسبها وتقتضيه.
وكأن تسميتهما بها لما فيها من تقييد العابرين والمنتحلين بالتزامهما وعدم التخلف عنهما وقيل: الشاكلة من الشكل بفتح الشين بمعنى المثل وقيل: إنها من الشكل بكسر الشين بمعنى الهيأة.


ترتب عمل الإنسان:

وكيف كان فالآية الكريمة ترتب عمل الإنسان على شاكلته بمعنى أن العمل يناسبها ويوافقها فهي بالنسبة إلى العمل كالروح السارية في البدن الذي يمثل بأعضائه وأعماله هيأت الروح المعنوية وقد تحقق بالتجارب والبحث العلمي أن بين الملكات والأحوال النفسانية وبين الأعمال رابطة خاصة فليس يتساوى عمل الشجاع الباسل والجبان إذا حضرا موقفاً هائلاً، ولا عمل الجواد الكريم والبخيل اللئيم في موارد الإنفاق وهكذا، وأن بين الصفات النفسانية ونوع تركيب البنية الإنسانية رابطة خاصة فمن الأمزجة ما يسرع إليه الغضب وحب الانتقام بالطبع ومنها ما تغلي وتفور فيه شهوة الطعام أو النكاح أو غير ذلك بحيث تتوق نفسه بأدنى سبب يدعوه ويحركه. المصدر: تفسير الميزان، ج13، ص112.


كلّ يعمل على شاكلته، يعني على نيّته:

وخلاصة القول: إنَّ الشاكلة لا تعني أبداً الطبيعة الذاتية، بل هي تُطلق على كلّ عادة وطريقة ومذهب وأسلوب يعطي للإِنسان اتجاهاً معيناً.
لذا فإِنَّ العادات والصفات التي يكتسبها الإِنسان بتكرار الأعمال اختيارياً وإِرادياً، وكذلك الاعتقادات التي يقتنع بها ويعتمدها بسبب الاستدلال أو التعصب لرأي معين يُطلق عليها كُلّها كلمة شاكلة.

وعادةً ما تكون الملكات الإِنسانية لها صفة اختيارية، لأنَّ الإِنسان عندما يُكرِّر عملاً ما ففي البداية يُقالُ لهُ (حالة) ثمّ تتحوَّل الحالة إِلى (عادة) والعادة إِلى (مَلَكَة) وهذه الملكات نفسها تعطي شكلاً معيناً لأعمال الإِنسان وتحدِّد خطَّهُ في الحياة، وهي عادةً ما تظهر بفعل العوامل الاختيارية والإِرادية.
وفي بعض الرّوايات تمَّ تفسير الشاكلة بأنّها النيّة، فقد ورد في أصول الكافي عن الإِمام الصّادق(عليه السلام)، قوله: النّية أفضل مِن العمل، ألا وإِنَّ النّية هي العمل، ثمّ تلا قوله عزَّوجلّ: قل كلّ يعمل على شاكلته، يعني على نيّته.

هذا التّفسير ينطوي على ملاحظة لطيفة، وهي أنَّ الإِنسان والتي تنبع مِن اعتقاداته تغطي شكلاً لعمله، وعادة فإِنَّ النيّة هي نوع مِن الشاكلة، بمعنى الأمر المقيِّد. لذا تفسَّر النيّة أحياناً بأنّها نفس العمل. وفي أحيان أُخرى بأنّها أفضل من العمل، لأنَّهُ يكون خط العمل واتجاههُ ناتجاً عن خط النيّة واتجاهها. المصدر: تفسير الأمثل،ج7، ص109.


ومن هنا فان للنية عدة معان يمكن أن تراد منها:

1- النية اللفظية: وهو ما ينطقه الإنسان عند إرادة الدخول في الصلاة أو بعض أفعال الحج.
2- الإخطار الذهني: بمعنى تذكّر واستحضار مضمون النيّة اللفظيّة، بدون نطقها.
3- القصد: هو أنك تعرف ماذا تفعل، بحيث لو سئلت عنه أمكنك الجواب، وهذا المعنى شامل لكل الافعال الاختيارية القصدية أو المتعمدة.
4- الهدف أو الاستهداف، وهو ما يقصده الفرد في عمله كنتيجة نهائية، فإن كان الهدف صالحاً قيل: إنّ نيته صالحة، وإن كان الهدف سيئاً قيل إنّ نيته سيئة.
5- الباطن أو المحتوى الداخلي للإنسان أو قل النفس أو القلب، فمن كانت نفسه صافية وقلبه طاهراً فنيته حسنة، ومن كانت نفسه خبيثة وقلبه غليظاً فنيته سيئة. المصدر: فقه الاخلاق، ج1، ص21.
        

نية المؤمن خير من عمله:

اضف الى هذا هناك جانب اهم من كل ذلك وهو الاخلاص في النية لله سبحانه وتعالى فالعمل ان صدر من نية مخلصة كان هو المطلوب حقيقة امام الله سبحانه، واما اذا صدر بنية فاسدة او مترددة او غير ذلك كان دون ذلك المستوى لا محالة وكان مجزياً الا انه لا ينال مرتبة القبول والثواب الجزيل ومن هنا ورد: نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر من عمله، فالعمل الاساسي حقيقة هم العمل النفسي وهو النية والاعمال الظاهرية كلها انما تخرج وتنفتح وتنتج من الارادة والنية بطبيعة الحال وهذا ينتج اموراً كثيرة فوق حد الاحصاء. المصدر: خطب الجمعة.


النية هي الإخطار الذهني:

والمعروف بين الفقهاء والمتأخرين بل المشهور بينهم أجمعين. ان النية هي الإخطار الذهني لمعنى العمل الذي يقوم به. فحين يصلي الفرد يذكر في ذهنه أو يتذكر الأوصاف الرئيسية لصلاته من الوجوب والقربة والأداء والعنوان كصلاة الصبح.

إلا ان جماعة من المتقدمين أوجبوا ولو احتياطاً ان يذكر الفرد هذه‏ التفاصيل لفظياً. كما ان جماعة من المتأخرين حذفوا حتى الإخطار الذهني‏، باعتبار ان العبادات الشرعية كغيرها من الأفعال الاختيارية يكفي فيها القصد الارتكازي الذي يندفع الفرد على أساسه للعمل. ومن المعلوم ان الناس حين يعملون لا ينوون لا بنحو اللفظ ولا بنحو الإخطار، وإنما فقط بنحو الارتكاز، الذي هو النية الضرورية الموافقة لكل عمل. المصدر: ما وراء الفقه، ج‏1ق‏1، ص112.


صلاح العمل بصلاح النية:

واليكم مجموعة من غرر الحكم ودرر الكلم بهذا الخصوص: تخليص النية من الفساد أشد على العاملين من طول الاجتهاد... على قدر قوة الدين يكون خلوص النية... في إخلاص النيات نجاح الأمور... لا شيء أفضل من إخلاص عمل في صدق نية رابطتها مع العمل... الأعمال ثمار النيات... النية أساس العمل... صلاح العمل بصلاح النية... صلاح الظواهر عنوان صحة الضمائر... قدر الرجل على قدر همته وعمله على قدر نيته... لا عمل لمن لا نية له... لا يكمل صالح العمل إلا بصالح النية... تقرب العبد إلى الله سبحانه بإخلاص نيته.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة