وقفة توضيحية ل "والصُّبْحِ‏ إِذَا تَنَفَّسَ"‏.

عمران القلوب وإصلاح النفوس!… 

قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾.

لقد شبه الله عزوجل الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة، فهي كالبذرة أن ألقيت بالأرض الصالحة نبتت شجرة صالحة، بها الكثير من الثمار، فتلك الآية الكريمة يجب أن تكون محور حياتنا، فالكلمة الطيبة تكون في الأسرة، وفي اللقاءات وفي العمل، فهي تنتشر وتتناقلها الألسن، تدخل كل بيت يسمعها الجميع في ظل أدوات التواصل الحديثة. الكلمة الطيبة تبني المجتمع وتصلح الأعمال وتلقي السعادة والمحبة في قلوب البشر.

وقال صاحب الميزان عن معنى قوله: ﴿أَصْلُهَا ثَابِتٌ﴾ أي مرتكز في الأرض ضارب بعروقه فيها، وقوله: ﴿وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ أي ما يتفرع على ذلك الأصل من أغصانها في جهة العلو فكل ما علا وأظل سماء، وقوله: ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾ أي تثمر ثمرها المأكول كل زمان بإذن الله، وهذا نهاية ما تفيده شجرة من البركات.

واختلفوا في المراد من الكلمة الطيبة فقيل: هي شهادة أن لا إله إلا الله، وقيل: الإيمان، وقيل: القرآن، وقيل: مطلق التسبيح والتنزيه، وقيل: الثناء على الله مطلقاً، وقيل: كل كلمة حسنة، وقيل: جميع الطاعات، وقيل: المؤمن. المصدر: تفسير الميزان، ج13، ص49.

وعليه فإن الكلمة الطيبة صدقة كما جاء في الحديث؛ فالصدقة لا تختصّ بالمال فقط، وإنّما تشمل كل ما يقرّب العبد إلى الله عزوجل؛ لأنّ فعله يدلّ على صدق فاعله في طلب رضوان الله عزّوجلّ. كما وهي تؤلِّف بين القلوب اي الكلمة الطبية، وتُصلح النفوس، وتُذهب الحزن، وتُزيل الغضب، وتُشعر بالرضا والسعادة، وتؤدّي إلى اجتماع الكلمة.